FIFAكرة قدم

نتفليكس تعرض فيلمًا وثائقيًا عن مسيرة بيليه

أصدرت منصة “نتفليكس” فيلمًا وثائقيًا عن
الأسطورة البرازيلية بيليه، وسيتم عرضه أمام المشتركين يوم غدٍ الثلاثاء  23 فبراير.

وسبق أن أعلن بيليه اعتزال في نهائيات كأس العالم 1966،
حيث انتهت البطولة بإصابته وخروج البرازيل من المنافسات بشكل مهين، وكان الكثيرون سعداء
بأن بيليه لن يشارك في مونديال المكسيك.

عند النظر إلى الطريقة التي عاد بها بيليه إلى مونديال
المكسيك والفوز بالكأس للمرة الثالثة، وكونه أحد أشهر الشخصيات في القرن العشرين،
سنجد أن من الغريب انتظارنا حتى الآن لصنع فيلم حول فترة مجد الأسطورة البرازيلية.

قال ديفيد تريهورن، أحد مخرجي الفيلم: “إنه أسطورة وملك،
لكن لم يسبق لنا أن شاهدنا الجانب الإنساني لبيليه بهذا الشكل، الذي يجعل الجمهور يتواصل
معه عاطفيًا”.

وأضاف: “ننظر إلى الوراء ونعتقد أن فريق البرازيل في مونديال 1970 كان الأعظم على الإطلاق، لكن ننسى أن الفريق الذاهب لخوض البطولة تم إعلانه قبل المغادرة إلى المكسيك، ولم يكن بيليه موجودًا، رغم أن عمره كان 29 عامًا فقط في ذلك الوقت”.

قضى صانعو الفيلم أكثر من أسبوع في إجراء مقابلات مع بيليه قبل ثلاث سنوات، وتحدثوا أيضًا مع آخرين لعبوا دورًا رئيسيًا في حياته ومسيرته، سواء زملائه السابقين وأفراد الأسرة، بالإضافة إلى السياسيين والصحفيين.

الفيلم الذي سيعرض يوم الثلاثاء يركز على الفترة بين 1958 و1970 عندما تخلصت البرازيل من عقدة الدونية، وبدأت هويتها الجديدة.

إن البرازيل بلد لم تشارك في الحروب العالمية، لذا يقول البرازيليون إن الفشل في الفوز بكأس العالم عام 1950 كان كارثيًا عندهم مثل اغتيال جون كينيدي أو كارثة هيروشيما.. إنها مأساة الوطنية.

أدى الفشل في الفوز بكأس العالم 1950، عندما استضافت البرازيل للحدث، إلى تغذية الشعور بالدونية، وعاد هذا الكابوس للظهور عندما لعب راقصو السامبا مع أوروجواي مرة أخرى في نصف نهائي نسخة 1970.

For a country that wasn’t involved in world wars, Brazilians say (failing to win the World Cup in) 1950 was their JFK assassination, their Hiroshima, this moment of national tragedy.

Pele documentary director David Tryhorn

وأردف تريهورن: “لقد كان أحد التحديات الرئيسية لنا كيفية صنع محتوى عن عام 1950 في الفيلم دون الشعور بأنه قديم، لأن عام 1950 شكل كل شيء في البرازيل، وبالتأكيد في تلك الحقبة”.

أصبح بيليه عاطفيًا عند سرد لحظة الانتصار بمونديال المكسيك، وقال إن ما شعر به قبل كل شيء كان إحساسًا بالراحة.

وعلق المخرج: “يمكننا حقًا أن نشعر بضغط رحلة مدتها 12 عامًا على بيليه، وعبء 12 عامًا من آمال وتوقعات بلاده التي حلمها عن كتفيه”.

تزامن تحول بيليه من معجزة سانتوس إلى نجم عالمي، مع شعور بالثقة والتفاؤل في البرازيل بشكل عام، حيث إنه بات رمزًا قابلاً للتسويق لبلد تتطلع إلى المستقبل.

وعندما استولى الجيش على السلطة في البرازيل خلال انقلاب عام 1964، كان الكثيرون يأملون أن يتحدث بيليه عن هذا الوضع بصراحة وأن ينتقده، كي يظل بعيدًا عن السياسة، لكن شعر صانعو الفيلم أن النقد غير مبرر.

خرج بيليه من كأس العالم 1966 في إنجلترا وتعهد بعدم لعب كرة القدم الدولية مرة أخرى
خرج بيليه من كأس العالم 1966 في إنجلترا وتعهد بعدم لعب كرة القدم الدولية مرة أخرى 

قال المخرج بن نيكولاس: “يأتي بيليه من خلفية بسيطة للغاية. لو أخبرت والديه عندما كان طفلاً أنه سيصبح رمزًا، فسيكون ذلك وكأنك تمزح معهما”.

وأضاف: “إنه يرى نفسه مثل رجل يحاول منح البهجة للعالم والفرح لبلاده ولشعب البرازيل، لم يوافق على فكرة أن يصبح شخصية تنقسم حولها الجماهير أو أن يقول شيئًا مثيرًا للجدل”.

وأشار تريهورن إلى المخاطر التي قد تتعرض لها السلامة الشخصية عند التحدث علنًا ضد دكتاتورية وحشية.

وقال المخرج: “يمكننا جميعًا أن نتوقع من أبطالنا أن يقوموا بأفعال بطولية، لكن هذه الأمور من السهل التحدث عنها عندما تكون رقبتهم في خطر وليست رقابنا”.

كان بيليه يعمل في تلميع الأحذية عندما كان صغيرًا لدعم أسرته، ويختتم الفيلم بقرع بيليه مرة أخرى على صندوق الأحذية القديم كما كان يفعل في شبابه.

وواصل نيكولاس: “قلنا دعونا نقدم له الصندوق ونرى كيف سيتفاعل معه، ونجعله يستعيد ذكرياته”.

واختتم المخرج: “لقد أعطيناه الصندوق وبدأ في القرع عليه، لم نطلب منه ذلك أو أي شيء. إن هذا الأمر له قيمة كبيرة لديه، حيث يذكره من أين جاء، وكيف بدأ وكيف أنه لا يصدق وصوله إلى هذا المستوى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى